اشار راعي أبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت كيرلس بسترس خلال تراؤسه رتبة الغسل والقداس الآلهي ورتبة الصلب في كنيسة القديس يوحنا الذهبي الفم - طريق الشام، الى ان "هذه الليلة هي من أقدس ليالي ديانتنا المسيحية، ففيها تم العهد الجديد بدم المسيح، وفيها أنشأ السيد المسيح سر الإفخارستيا (أي سر القربان المقدس) وسر الكهنوت، أنشأ سر الإفخارستيا عندما أخذ الخبز وقال لتلاميذه: "خذوا كلوا هذا هو جسدي"، وأخذ الخمر وقال:"اشربوا من هذا كلكم، هذا هو العهد الجديد بدمي". ثم أنشأ سر الكهنوت بقوله لتلاميذه:" إصنعوا هذا لذكري". فان الكاهن يرسم بنوع خاص لإقامة سر الإفخارستيا.
واردف: "ففي ليلة العشاء السري عندما قال يسوع لتلاميذه:"هذا هو العهد الجديد بدمي"، أبطل العهد القديم بدم الحيوانات، وبدأ العهد الجديد بدم المسيح الذي سفكه يسوع على الصليب. ففي العشاء السري أعطى يسوع معنى لموته الصليب، وهو مغفرة الخطايا واتحاد الشعب بحياة الله. وفيما كان في حدث العهد القديم خمسة اشخاص: "الله، والشعب بقبائله الاثني عشر، والنبى موسى، والكاهن هرون، والذبيحة التي هي الحمل، لم يبق في العهد الجديد سوى ثلاثة أشخاص:الله، والشعب الذي يمثله الرسل الاثنا عشر، ويسوع الذي هو في الوقت عينه النبي والكاهن والذبيحة، والوسيط الوحيد بين الله والناس، ففي العهد القديم كان الكهنة يقدمون ذبائح حيوانات، أما في العهد الجديد فالمسيح الذي هو حمل الله قدم ذاته، وبذلك رفع خطايا العالم. وفيما في العهد القديم حرر الله الشعب في ليلة الفصح، على يد موسى، من عبودية فرعون، ففي العهد الجديد حررنا الله بواسطةالمسيح، من عبودية الخطيئة.
وفي أثناء العشاء، غسل أيضا يسوع أرجل تلاميذه علامة لتواضعه، ورمزا لبذل ذاته لتنقيتهم من خطاياهم. وبعد العشاء ذهب الى بستان الزيتون، وبدأت آلامه التي انتهت بصلبه المحيي.
فهذا ما نحتفل به في هذه الليلة: حفلة الغسل، وإنشاء العهد الجديد بدم المسيح، وإقامة الإفخارستيا، وصلب المسيح، مع ترنيمة "اليوم علق على خشبة". وبما انه في المسيحية لا صليب من دون قيامة، نختم الترنيمة بإعلان رجاء القيامة: "نسجد لصليبك ايها المسيح، فأرنا قيامتك المجيدة".